أحمد الرديني يكتب : صديق في زنزانة السجن


بعد مرور سنة كاملة تقريبا قولت أنقل نفسي لعش أصحابي في شجرة رقم ٤ الغصن ٣ ، هناك عصافير بتغرد ،، مع إني لما روحت عرفت إن الزئير مش للأسد بس اللي بيزأر بردو عصافير ، 

طبعا رفضت إني أخش زنزانتي وقولت مش داخل انا هانقل و اروح لاصحابي تحت وغير كدا احبسوني انفرادي بقا ولا ودوني التأديب في أي حتة ،واترد عليا انت مش قاعد في فندق ياعم ،، بس أصريت وعملت مشاكل .. المهم في نهاية اليوم خدت مقتنيات المعتقل

لبس صوف وفرشة صوف وحبة ورق ونزلت

ودا طبعا كان يوم جميل جدا في حياتي كلها

 اني هاروح وسط اصاحبي

أرازي في احمد ناجي .. أضايق امير اباظة ،، أكب القهوة على فرشة والي مرتين تلاتة ع الاقل، أتحدى شريف في مسابقة دوري شطرنج واكسبه ،ودي الحاجة الوحيدة اللي كسبته فيها ... بس دغدغته بصراحة 

وروحت ،، أول ما دخلت الزنزانة لقيت شريف صبرة ظهر عليه كمية بهجة عمري ماكنت اتخيلها ،، كأنه في ليلة الدخلة

كان باين في عنيه انه بيحبني اوي...

للزنازين قوانين ، 

معرفش ليه كل الزنزانات اللي دخلتها كانوا بيخلوني اتجاوز حاجات واكسر القوانين. محبة فيا ؟،، معرفش ايه اللي كان محببهم فيا مع ان سيد عبد العال باشا المحامي  كان مسميني مشاغب الزنزانة ،، والله كنت طيب .

المهم

الكل قالي نام في الحتة اللي تريحك لكن شريف صبرة اعترض طبعا

وقال

لأ الرديني هينام مكاني وانا هنام جمب الحمام، رفضت طبعا وقولتله مستحيل انت عبيط ؟ لكن أصر بغرابة شديدة ،

قولتلهم تمام خلاص هنام مكان شريف

هنا ، وبدأ قربي الأكبر لشريف صبرة

اتعرفت على شخصية وصديق وأخ 

أقدر أقول أخ عند شريف وانا متطمن لأنه مش هيبقى زي غيره مهما اتغير ، شريف صبره كان مُلهم ليا في كل حاجه

ياما نزفنا كُتب، وياما كتبنا نزيف

وياما حكينا حكاوي قصص غرامياتنا سوا وحكينا مساوئ وصفات بعض ، شريف صبرة كبر سنة وانا كنت عايز احكيلكم عنه

شوية

شريف صبرة عنده أم ، مختلفة عن أي أم شوفتها في شلتنا،، شيء إلاهي كدا خلاني أحبها أول ما شوفتها في الزيارة ومسكت إيدها وبوستها .. مش عشان طبيخها حلو زي ام متولي ،، لا لا لا،، عشان كانت أجمد مننا كلنا  في الأزمة

شريف صبرة فيه ميزة معايا زي كريم زيدان بالظبط ،، مهما تقربنا ومهما خدنا تاشيرة العبور لشخصيات بعض،، في الغضب بلاقي منه احترام السن بيشع من عينيه ومن كلامه وافعاله

زي كريم زيدان واعتقد اني ماشوفتش حد زيهم في اصحابي على مدى حياتي بيحط حدود في الحتة دي 

وقت مازعق ولا انفعل ولا حتى ( أمد إيدي) وكنت باستغرب جدا ،،،،لكن بعدها بقيت باعشقهم حقيقي كأنهم اخواتي الصغيرين لأنهم فعلا تربيتهم سوية في الحتة دي (احترام فرق السن)

دا مايمنعش ان شريف أدرجي وصايع بس محترم

ضحكة شريف صبرة دي كانت أجمل هدية بيهديهالي الصبح في قلب مكان هو مصنع الأحزان والأمال في نفس الوقت ،

 أنا كنت بقول

شريف اعملي أكل شريف اعملي قهوة شريف إفرشلي الملاية شريف عايز ورق شريف عايز سجاير شريف عايز انام اتخمد بقا ماتصدعنيش

وشريف كان بيقول حاضر ، 

وكلهم والله بصراحة كدا


بصوا الإنسان دا ماهوش مكتمل ولا مثالي وفيه عيوب زي أي شاب فينا ، أولها انه ممكن يكون عنده إحساس مفرط للغاية تجاه أي حد يقوله كلمه حلوة ،، زيي كدا بس بنحاول وماشيين بعلاج.

شريف أمين ومخلص وصادق وحافظ لسري ودوغري ومش منافق وأتمنى يظل كدا طول العمر ،ومايخافش من زعل حد لو في الحق

حكاوي شريف معايا عايزة كتاب والله 

حتى الطيشان بتاعنا جوا وبرا ، ومرحلة مابعد الايام اللي ربنا لا يعودها ولا يخلي حد يجربها

شريف حرك رجالة بكلامة اتبهدل بهدلة ماحدش اتبهدلها واتحط في وضع واختبار صعب أوووووووووووووي 

لكن رفض يبيعنا ويبيع اصحابه ونال عقابه بإنه خاض شرف الرحلة وراسه وراسنا كلنا مرفوعاله 

شريف فيه حاجات كتيرة تشفع له عندنا ، الفترة اللي فاتت كلنا ويمكن معظمنا لازلنا متخبطين وشايلين حاجات تقيلة مش عارفين هي ايه ولا هتتشال امتى ، فأتمنى من أي حد شريف زعله الفترة اللي فاتت بأي طريقة يسامحه لأن حرفيا الأمر مش هينفع يتشرح مع اني عارف انه مش بيزعل حد

شريف صبرة شاب عادي جدا شخصيته جيدة بس مش ممتازة زيي كدا بس جيدة شخصية تحفظ وتصون العيش والملح

لما جالي الفيوم وكنا بناكل بطيخ ع السرير أوصيته يخلي باله من كل عزيز ولازلت بقولك خلي بالك من كل عزيز عليا حتى لو انا مابقتش عزيز عليه

شريف بينظر على الاشياء حواليه ويحسها ومن ثم يكتب ، الشجاعة بتخليني أقول شريف شاعر مهم مهم مهم مهم جدااااا ومن أهم شعراء جيله بس في مصر كلكم عارفين الوضع ، لكن هاييجي وقت والشعر يبقى بتاع الشعرا وبس

ياشريف ياصبرة برا زي جوا سجن زي حرية مش هتفرق ، المجال الوحيد والمساحة اللي باخدها في حريتي هي الكتابة 


لذلك إكتب واشتغل وعيش وكمل حياتك ووعد ،، ها ..وعد  وعد هنحقق حلمنا اللي بيشفوه العواجيز والعجزة انه مستحيل ، إن يبقى لينا صوت ، 

أنا من بلاد الغربة مشتاق لك ، زي مايكون ماعرفتش صاحب غيرك مع انهم كلهم محفورين في قلبي والله ، 

يمكن بانصحك نصايح انا مش باعمل بيها لكن دا عشان متكل عليك تكون أفضل مني

وماتقلقش ، الطريق مغري اه برا ، مغري اوي زي ماوريتك ، لكن رغم مساوئ الواحد مش هينساق غير ورا فنه وهدفه وبس ، 

فاكر لما ضحكت ع الدنيا وماعشتهاش

أنا ماشي ع المبدأ دا

حكاوينا جمب بعض الفجر وغسيل غياراتك والازايز اللي عملناها سرير والقهوة والاقلام والترحيلة والسجن وزعلنا وفرحنا وكل شيء بيمر قدامي  دلوقت

وبقول لربنا الحمد لله انه وهبني شريف عشان أقدر أكمل بيه في اوقات انا كنت خلاص زيرو طاقة

فاكر زيرو طاقة؟ ؟ زي زيرو لغة كدا  لما عملت المكرونه للبت راحت جايبالك جوزها.

ماعلينا ،، لم معجبينك يباشا،

كل سنة وانت طيب وبخير واعوام جاية كتيرة اوي سعيدة وسامحني جدا على تقصيري وانشغالي لكن والله الأمر ليس هين

وما أحاول الثبات عليه أضعف مما أحاول التغاضي والبعد عنه

تأكد إنك لست شخص عادي بالمرة أنت إنسان قلبك أخضر وسنانك مش بتعض إيد وروحك جميلة ،، بتتشاقى اه بس يالا مش مهم كلنا بنتشاقي ..وهنتشاقى

تعليقات