واحدة من أهم أخطاء اليسار المصري – علي الأقل المعاصر- أنه لا يعمل بمنظور مؤسسي، ودا راجع طبعا لعوامل كتيرة جدا، عوامل تختص ببنية اليسار المصري نفسه، وعوامل أخري تخص طبيعة النظام السياسي المصري بشكل عام..
ولكن علي أقل تقدير كان ينبغي أن يكون دور وتأثير اليسار المصري أكبر من وضعيته الراهنة، ولو علي مستوي الكوادر والفئات النوعية ( الفنانين – المسرحيين – الأدباء - المثقفين – الباحثين ..الخ ).
وفي تقديري أن أهم مشكلة تواجه اليسار الآن إن جزء كبير منه بيتعامل مع مفهوم اليسار بمعناه السياسي فقط.. يعني البعض يري أن الدور السياسي هو المهة الوحيدة لليساري..وغالبا بيكون الدور السياسي دا هو مجرد ردة فعل علي ممارسات السلطة وفقط..بمعني أنه حتي دور سياسي سلبي، يقوم علي النقد دون تبني مشروعات متكاملة وناضجة تخص السياسات الفرعية والعامة..
كنت ومازلت مؤمنا بتجربة يسار موحد.. اللي كانت مهتمة ببناء كادر اشتراكي، وكان عندي تصورات متشعبة حول تطوير الفكرة من أجل بناء مشروع اشتراكي مؤسسي ضخم يعمل في اطار الفكر والثقافة والانتاج العلمي، ويواجه التحديات النظرية التي يطرحها الواقع كل يوم علينا كيسار..كنت أحاول الخروج من شرنقة المجهودات الفردية التي يبذلها كوادر اليسار، من أجل بناء مشروع كبير..
ولكن.. تدهور الحالة السياسة في مصر في الأونة الأخيرة، مع تراجع قوة الدفع اللي كانت عند كتير من شباب اليسار المصري، جعل مثل هذا التصور أمر صعب الآن ..وبناء عليه.. علينا أن نفكر بطريقة مختلفة لحين تحسن الأوضاع..فنحن في حاجة الي تطوير مستوي وقدرات الكادر الاشتراكي..في ظل مناخ ثقافي عام متدني الي أبعد الحدود نتج عنه إن مفيش كتب في الاشتراكية طبعت حديثا.. ودي كارثة طبعا..ولو في مؤلفات، فمعظمها مترجم..وكذلك سنجد أن اليوتيوب فقير جدا جدا في الفيدوهات التي تتناول الأفكار الاشتراكية.. فاليسار المصري له دور ثقافي واجتماعي وحقوقي وفلسفي وعلمي.. وليس مجرد نشاط سياسي فقط.
نحن مطالبون بمزيد من الفاعلية والنشاط المؤثر علي صعيد الفكر الاشتراكي.. سواء بالكتابة أو المشاركات في السوشيال ميديا..الي أن يقضي الله أمرا كان مفعولا..
أوافقك الرأي بل وأطالب معك كل الأيدولوجيات الأخرى بالتفكير بفاعلية في حلول مرحلية وإبتكارات وقتية تتوافق مع الوضع الراهن .
ردحذف