JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
أحدث المواضيع
Accueil

د . محمد كامل خضري يكتب : قصة الصيدلة



كان لدى الفراعنة معرفة جيدة بالأمراض وأنواعها وكانوا يعتبرونها من الأسرار الكهنوتية ومن خلال ذلك إبتكروا طرق لعلاجها من البيئة وما فيها من أعشاب ونباتات ومواد عضوية ومعدنية .

وكلمة"فارماكا"في مصر القديمة تعنى “مانح الشفاء” ومن هنا ظهر مصطلح الصيدلة "فارماسي" وكانت طرقهم في العلاج لا تختلف كثيرا عن طرقنا الحالية خاصة بعد إتجاه العلم حاليا للعودة للعلاج بالعقاقير الطبيعية العشبية أكثر من غيرها...

فالصيدلة مهنة طبية وكيميائية لإكتشاف أدوية علاجية ناجعة للأمراض بكميات كبيرة وكان للعرب فيما بعد الإسلام فضل كبير على علم الصيدلة ووضعوا أسسه وقواعده فى العالم كله ...

بدأت الصيدلة بطريقة بدائية بوضع النباتات فوق الجروح وتناولها لعلاج الأمراض من حمى وألم وإمساك ومغص وإسهال وغيرها ... 

وبدأ التخصص فيها فى القرن الثامن الميلادى 

فقد نشأت أول صيدلية فى العالم بأسره وبمعناها الشامل فى بغداد ثم إنتشرت الصيدلة تدريجيا فى أوربا تحت إسم الكيمياء ...


إنتعشت دراسة الصيدلة أيام الخلافة العباسية خاصة بعد ظهور كتاب جابر بن حيان "كامل الصنعة فى الكيمياء" وبعده أصبحت الصيدلة علما مستقلا ومكملا لمهنة الطب ... وظهرت أول صيدلية فى التاريخ عام 1224 ميلاديا فى بغداد"لاحرمنا الله منها " وظهر أول نظام لمراقبة الأدوية وجودتها وأجرى الخليفة المعتصم أول إمتحان للصيادلة وإعطاهم  إجازة"ترخيص" لمزاولة المهنة وأدوا أمامه القسم بألا يعطوا المريض دواء مراً أو يخلطوه سما ...وألا يعطوا النساء دواء يجهض الحمل...وأن يتقوا الله وأن يراعوا حرماته وألا يفشوا الأسرار وأنتشرت الصيدليات فى كل أرجاء بلدان الخلافة الإسلامية ثم إنتقلت بعدها إلى أوربا ...وعندما ننظر لواقعنا الحالى ومراجعة سبقنا التاريخى مع مراجعة حجم تجارة الدواء عالميا والتى تنافس تجارة السلاح والغذاء يتضح لنا كم نخسر من ثرواتنا بسبب تخلفنا فى هذا المجال الذى كان لنا فيه السبق والريادة ولا أنس كما تذكر لنا كتب التاريخ كيف كان المغامرين  الإنجليز يجوبون صحراءنا المصرية ليجمعوا منها النباتات الطبية التى يصدرونها  لبلادهم ليتم تصنيعها لإنتاج أدوية غالية الثمن ليعيدوا بيعها لنا لتتضح لنا صورة كيف أن ثروات دول الإستعمار تراكمت بالاستيلاء على المواد الخام من دولنا ودول  أمثالنا وإستنزافها فى كل المجالات وخاصة فى مجال الصيدلة  ثم يعيدون بيعها لنا وهى تامة الصنع بأسعار مرتفعة فى مجال كانت يوما لنا فيه كامل الريادة . 

NomE-mailMessage