JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
أحدث المواضيع
Home

محمد كامل خضري-يكتب سموم نافعة





فى بداية عملى فى مجال الصيدلة قرأت فى الصحافة أن هناك صيدلانيا تعرض للمحاكمة لأنه صرف لطفل لبوس خافض للحرارة خاص بالكبار بدلا من لبوس الأطفال ويحمل نفس الإسم

"سبازمو-سيبالجين" بسبب قراءة خاطئة للروشتة

مما أدى لوفاة الطفل وأتذكر أن المحكمة أدانت الصيدلى...وقد حدث لى شئ مشابه من ذلك أثناء عملى فقد صرف أحد المساعدين بطريق الخطأ "مينوفللين" لبوس للكبار لطفل صغير بدلا من النوع المخصص للأطفال ويحمل نفس الإسم(تتحمل الشركة المنتجة جزء من الوزر لأنها تنتج النوعين بنفس الإسم ونفس حجم العلبة ونفس الألوان مع خط لونى بسيط تبهت معالمه مع الوقت أو بسبب الطباعة وتداركت الأمر فيما بعد)وكان أن تداركتنا عناية الله وبركة دعاء الوالدين بعد أن قضيت أقل من ربع الساعة فى كرب عظيم تكاد تزهق روحى ونحن نجرى فى الشوارع المحيطة علنا نعثر عليه فى محاولات فاشلة...حين عاد المريض لمراجعة الحساب الذى أحس أن به خطأ وحينها إرتدت إلى نفسى روحها وعادت لوجهى الإبتسامة  وتنفسنا الصعداء...أنت فين ياراجل !...مش تبقى تيجى !...وبدلنا العلب دون أن يشعر وإلا حدث مالانتمناه...وياما ناس مريضة ماتت من الدوا مش من المرض ولكن وسط فوضى صرف الأدوية وسطوة شركات الأدوية ودون التشكك فى سبب الوفاة يتم التستر على مثل هذه الحالات فى بلادنا تحت شعار "اللى حصل حصل وده عمره وحان أجله" وتضيع المسئولية...وفى فيلم قديم ليوسف وهبى صرف صيدلى دواء بالخطأ وماكان منه إلا إبلاغ الشرطة التى خرجت تذيع فى الشوارع إسم المريض وعنوانه حتى يتم تدارك الأمر وحدث شئ مثل هذا فى سنوات بعيدة مضت ولجأ الطبيب المعالج للتلفزيون حتى ينقذ الطفل مريض السكر الذى وصف له جرعة إنسولين خاطئة ...

نعم إن الأدوية قد تتحول إلى سم قاتل فهى فى الأصل سموم نافعة ويجب الحذر فى إستخدامها وخاصة أن الإستخدام العشوائى لها يمكن أن يؤدى للتسمم السريع أو البطئ الذى يستغرق أياما أو شهورا أو سنين ...فهناك سموم تراكمية فبعض الأشخاص يمارس بعض العادات الخاطئة الخاصة بتناول الأدوية كإبتلاع جرعات كبيرة منه طمعا فى زيادة تأثيره وهذا خطأ أو الحصول على أكثر من نوع من دواء فى وقت واحد فقد يزور أكثر من طبيب فى فروع مختلفة للطب بأن يزور طبيب كبد أو كلى ثم يزور طبيب العظام دون إطلاع أيهما على علاج الآخر وهو ما قد ينتج عنه مخاطر جسيمة تضر بصحة جسده ويعرف ذلك بالتسمم الدوائي فكيف تؤثر تلك العادات على الصحة؟

وما هو التسمم الدوائي؟

التسمم الدوائى هو حالة مرضية تنتج عن حدوث تسمم داخل الجسم نتيجة بعض الأسباب كتناول جرعات زائدة من دواء معين أو تداخل بعض الأدوية عند تناولها معا مما يؤدي لإحداث تفاعلات تضر بصحة الجسم وتجعل المريض أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات حال عدم إسعافه في أسرع وقت ويمكن تلخيصها فى... 

1)تناول بعض الأنواع من الأدوية دون إستشارة الطبيب المتخصص...

2)تناول أكثر من نوع دواء في وقت واحد مما يؤدى إلى تداخل دوائى ينتج عنه تفاعلات ضارة مثل تناول بعض أدوية الصرع مع بعض أدوية السكر 

3)تناول جرعات كبيرة من بعض الأدوية تزيد عن الحد المناسب وقد يلجأ البعض إلى ذلك حين الرغبة فى الإنتحار أو تناول مريض عن طريق السهو وبالذات كبار السن (نسى أنه أخذ الجرعة فيكررها كما يفعل البعض مع الصلاة...ياترى أنا صليت والا ماصليتش) وخاصة أدوية السكر والضغط

4)التناول المستمر لدواء معين خلال أوقات متقاربة(مثل المسكنات أو أدوية الصداع أو المنشطات الجنسية أو بانية العضلات لدى لاعبى كمال الأجسام) رغبة فى الحصول على تأثير أقوى .

وهناك بعض الأعراض التي يمكن من خلالها التعرف على حالات التسمم الدوائي الحاد أهمها

1-ضيق التنفس وقد يصل الأمر لحد توقف النفس والشعور بالاختناق...

2-الشعور بالغثيان والقيء...

3-إنخفاض ضغط الدم الحاد

4-انخفاض درجة حرارة الجسم والشعور بالبرودة الشديدة والإنحطاط البدنى الحاد... 

5-العرق الشديد والهلوسة في بعض الأحيان.

6-حدوث الرعشة و بعض التشنجات العضلية .

7-تسارع ضربات القلب بشكل ملحوظ.

8-الشعور بالخمول والميل الشديد للنعاس .

9-الشعور بالدوخة وقد يصل الأمر للإغماء...

10-اختلال الرؤية مع إتساع حدقتى العينين.

وكل ذلك في بعض الحالات التي تعاني من التسمم الشديد نتيجة كثرة الكمية المتناولة وسريان السموم بسرعة داخل الأوردة مع الدم وتأخر علاج الأمر بسرعة قد يؤدي ذلك إلى الوفاة .

لذا يجب الإتصال الفوري بالإسعاف أو أحد مراكز السموم مع محاولة مساعدة المصاب على القئ للتخلص ممابقى فى أمعائه...

وقد عرفت شخصا رياضيا يتعاطى حقن الهورمونات لبناء العضلات حتى يحصل على جسم "مجسم" مثل سيلفستر ستالونى ذلك الرامبو الأمريكى فكان ذلك سببا فى دخوله فى حالة فشل كلوي أدت لنهايته المأساوية...ومن عاش منهم أثر ذلك على أعضائه بالضمور !

ويشكل الأطفال النسبة الأكبر من المصابين بالتسمم الدوائي عن طريق الخطأ خصوصاً من هم دون الخامسة من العمر بسبب وضعهم لأي شيء يجدونه أمامهم في فمهم وخصوصاً الأدوية التي تشبه الحلوى في نظرهم "هناك بعض الحلويات تشبه أقراص الأدوية المغلفة بالسكر والملونة " وقد عاصرت وفاة طفل غافل جدته التى كانت مسئولة عنه فى غياب والديه فى العمل وتناول زجاجة مضاد حيوى "كفلكس"محلاة وبطعم الكرز أوالفراولة وبسبب ضعف أجسامهم وعدم قدرتها على تحمل بعض الأدوية القوية كالتي توصف لمرضى الإضطرابات العقلية.

لذلك يجب على الأهل عدم وضع الأدوية في مناطق سهلة الوصول والحرص على إبعادها عن متناول الأطفال وهى محكمة الغلق مستعصية على الفتح  ويجب أيضاً عدم إعطاء أي دواء للأطفال دون إستشارة أحد المتخصصين...

إن التسمم الدوائى هو دليل إهمال من أحد أفراد المنظومة الطبية أو المريض نفسه أو المسئول عنه...وتذكرة مجانية لحدوث شئ مكروه نستجير  بالله منه .



author-img

أخبار التاسعه

Comments
No comments
Post a Comment
    NameEmailMessage