JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
أحدث المواضيع
Startseite

محمد كامل خضري يكتب : مآسى طبية


من الرائع أن يكون لديك أحدث منتجات العصر من موبايلات وحواسيب وشاشات وسيارات بما فيها من تكنولوجيا متقدمة لكن ليس من المستحب أن تكون من أوائل المرضى الذين يستخدمون الأدوية الحديثة...فكم من أدوية سُحبت من الأسواق بعد سنوات من تداولها لآثارها الجانبية الخطيرة التى لم تكن ظاهرة...

وهناك دواء ظهر فى أواخر الخمسينات وأوائل الستينات أسمه "الثالوميد"

هذا العقار أنتجته شركة أدوية ألمانية في عام 1957 وروجت له في نشرتها الطبية كمهدئ وموعان النفس"الغثيان"  والدوخة ومسكن قوي ومخفف للإرهاق ومنوم وزعمت بأنه اَمن ويمكن إستخدامه للسيدات الحوامل دون أى أضرار ولا يؤثر على الجنين في فترة الحمل فإستخدمه مئات الآلاف من النساء والرجال حول العالم...

ولكن للأسف لوحظ حدوث تشوهات خلقية للأطفال المولودين في هذه الحقبة بدون أيدٍى أو أرجل كما كانت هناك ولادات أخرى بأيدى أو أرجل شبيهة بالزعانف وإشتملت التشوهات الأخرى على فقد الأذنين أو تشوهها أو لخبطة في تكوين الحبل الشوكي أو القلب أو بعض الأعضاء الأخرى وقد بلغ عدد الأطفال المولودين بتشوهات أكثر من عشرة آلاف طفل في ألمانيا وكندا واليابان وغيرها من الدول وبالتحرى والبحث وجد أن "الثالوميد" عامل مشترك بين كل الأمهات الحوامل الذين إستعملوا العقار الذى وصفه الأطباء لهن كعلاج "مسكّن" ومخفف لغثيان الصباح والميل للترجيع وإنزعج الأطباء من الأعداد المتزايدة من الأطفال المولودين بتشوهات خلقية وثبت للباحثين على وجه اليقين مسئولية الثاليدوميد عن هذه التشوهات وأيقن العلماء من حتمية ظهور هذه التشوهات حتى لو تعاطت السيدة الحامل هذا العقار لمرة واحدة في شهور الحمل الأولى فتم حظر استخدام هذا العقار نهائيا عام 1962م

وتعرضت الشركة المنتجة لقضايا تعويضات أفلستها وجاب ضلفها...

ومن الغريب أن الثالوميد أعيد إستخدامه فى القرن الواحد والعشرين بعد أبحاث فى علاج أمراض السل والجزام والذئبة الحمراء وبعض الأمراض المناعية الأخرى مثل الإيدز كما يستعمل فى علاج بعض أنواع السرطان مع التأكد من عدم وجود حمل عند النساء...

تكرر ذلك مع دواء لعلاج الآلام الروماتيزمية والروماتويد إسمه"رنجازيل" وقد لوحظ من باحث مصرى شاطر أن إستعماله يؤدى إلى تقرح البنكرياس ممايؤدى إلى عجزه عن أداء وظيفته والإصابة بمرض السكرى كعرض جانبى للدواء مما إضطر الشركة لسحبه من الأسواق نهائيا .   

ولذا يجب أن تكون الحوامل على حذر من إستعمال أى أدوية أثناء الحمل دون إستشارة الطبيب"بلاش إستشارة جارتك أوسِلفتك" ومحظور أيضا تناول أطعمة موجودة فى كيس أو فى علبة بلاستيك أو قزاز أو صفيح"مواد حافظة" 

ولذا لاتكن أول من يستخدم الدواء الجديد !

صيدلى/

محمد كامل خضرى 

NameE-MailNachricht